أكد المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بدر السعد اليوم الخميس أن الفرصة متاحة لإعادة العمل بالمشاريع التنموية في لبنان مع تشكيل الحكومة الجديدة وعودة الاستقرار إلى البلاد.وقال السعد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب اجتماعه مع وزير الطاقة والمياه اللبناني جوزيف الصدي إن "زيارتنا للبنان تأتي للوقوف على بعض احتياجاته التنموية لا سيما أن لدينا مشاريع سابقة ونحن بصدد استكمالها".وأوضح السعد أن الزيارة تهدف كذلك إلى "الاطلاع على تقدير احتياجات لبنان لمشاريع مستقبلية خصوصا في ما يتعلق بالمياه والكهرباء ونحن بانتظار الحكومة اللبنانية لتقدم لنا المشاريع التي تحتل الأولوية لديها ليتم دراستها من قبلنا".وأضاف "لقد أخطرنا المسؤولين اللبنانيين بأن الصندوق العربي لديه توجه جديد وهو أن الصندوق العربي سيقوم بدراسات الجدوى وهو من سيقوم بتمويل المشاريع التنموية بمساعدة الصناديق الأخرى بهدف تقصير العملية المستندية".وأشار إلى أنه كان بالسابق يحصل تأخير في تنفيذ المشاريع بسبب أن الدولة طالبة القرض التنموي تقدم طلب القرض ليطلب الصندوق منها إعداد دراسة جدوى أولية ومن ثم يراجعها الصندوق فقرر الصندوق اختصار هذه الفترة الزمنية والإجراءات من خلال قيامه بنفسه بالدراسات الأولية ليتم تحميلها على القرض التنموي.واعتبر السعد أن لبنان يحتاج للعديد من المشاريع التنموية لا سيما أنه خرج من حرب مدمرة إضافة إلى ما يعانيه سابقا من وضع اقتصادي صعب مشددا على أن الظروف الآن توفر فرصة لتنفيذ هذه المشاريع.من جانبه ثمن الوزير الصدي في تصريح مماثل ل(كونا) دعم الصندوق العربي المستمر للبنان مشيرا إلى سرعة قدومه إلى لبنان وعرضه للمساعدة في القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والمياه.وأشار الصدي إلى أن الصندوق العربي طلب اختيار مشروع في كل من القطاعين يشكل الأولوية ليبدأ العمل انطلاقا منهما لافتا إلى أن أحد أهم الأولويات في قطاع الكهرباء هو شبكة نقل التيار الكهربائي التي تحتاج إلى تأهيل وتطوير أما الأولوية في قطاع المياه اليوم لمعالجة الصرف الصحي.من جهته قال المستشار الأول في الصندوق العربي الدكتور ميرزا حسن ل(كونا) إن لبنان "مقبل على حقبة جديدة وتفكير جديد وهناك خطوات تشريعية مالية أقدم عليها لبنان بوقت سريع ما يعطي أملا بطريقة مقاربة جديدة للأمور".وأضاف حسن "لقد لمسنا من رئيس الحكومة (اللبنانية) وجود أمل جديد وروح جديدة في التعامل" مشيرا إلى وجود وزراء اصحاب كفاءة عالية في الحكومة الأمر الذي يدعو للاستفادة من هذه الفرصة المتاحة أمام لبنان خصوصا أنه "يعرف ماذا يريد من مشاريع وما هي التحديات وما هي المعوقات أمامه".وأكد وجود العديد من برامج الصندوق القائمة في لبنان منذ سنوات طويلة ويريد الصندوق إنهاءها و"فتح برامج جديدة بنموذج جديد للتعامل يهدف إلى تسريع آلية تنفيذ المشاريع".وأوضح أن "الصندوق العربي اليوم يقول للبنان نحن سنقوم بالدراسة والتمويل وسنجلب معنا الشركاء التمويليين ونحن سننفذ ونسلمكم المشروع ويكون المستفيد الدولة والاقتصاد والمواطن".وأضاف "نحن نعلم أن لبنان يعاني كدولة من ضعف الموارد المالية ما يعيقه عن تنفيذ المشاريع العديدة التي يحتاجه البلد وطريقتنا التي طرحناه على المسؤولين تقول إننا نجلب معنا القطاع الخاص إلى لبنان ونقدم له دراسة الجدوى للمشروع الذي يريد تمويله ونقول له أي للمستثمر إن أي قلق أو مخاطر تراها سيعمل الصندوق العربي على حلها".واجتمع وفد الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي برئاسة السعد خلال زيارته للبنان مع كل من الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جانب وزراء المالية والطاقة والمياه والاقتصاد والتجارة والتنمية الإدارية إضافة إلى حاكم مصرف لبنان.وكان الصندوق العربي قد أسهم خلال السنوات الماضية في تمويل مشاريع للبنية التحتية الكبرى في لبنان إلى جانب مشاريع في قطاعات التعليم والخدمات العامة والمبادرات الاجتماعية والاقتصادية.وتضم قائمة هذه المشاريع البارزة مشروع نقل مياه نهر الليطاني الذي ساهم في دعم استصلاح نحو 15 ألف هكتار من الأرض وإنشاء الحرم الجامعي للجامعة اللبنانية الذي يضم 12 كلية.يذكر أن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي مقره دولة الكويت وهو مؤسسة مالية إقليمية عربية تركز على تمويل التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تمويل المشاريع الاستثمارية العامة والخاصة وتقديم المنح والخبرات.