• رئيس التحرير: صلاح عبدالله العطار

  • En

متحف اللوفر يفتح أبوابه لاستكشاف التاريخ الإسلامي في موسم صيفي حافل بالثقافة..

 في ضوء توجه استراتيجي يدعم جهود الانفتاح على حضارات الشرق وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب يفتح متحف اللوفر في قلب العاصمة الفرنسية باريس أبوابه لاستكشاف التاريخ الإسلامي ضمن فعاليات موسم صيفي حافلة بالثقافة.ولا يقتصر دور متحف اللوفر الذي يعد وجهة ثقافية عالمية على عرض الكنوز الفنية فحسب بل يتحول خلال موسم الصيف الى مساحة نابضة بالحياة والانشطة المتنوعة.ومن خلال برنامج صيفي شامل يجمع المتحف بين المعارض الفنية المتميزة والعروض الحية والفعاليات المفتوحة في الهواء الطلق يجذب اللوفر آلاف الزوار من مختلف انحاء العالم ما يعكس التزام المؤسسة الثقافية بتعزيز الحوار بين الماضي والحاضر وجعل الفن تجربة معيشة تتجاوز جدران المتاحف التقليدية.ويستضيف اللوفر ضمن أبرز فعاليات هذا الموسم معرضا خاصا بالعصر المملوكي يسلط الضوء على فترة مزدهرة من التاريخ الاسلامي في مصر وبلاد الشام خلال العصور الوسطى حيث يضم المعرض لوحات نادرة ومخطوطات وتحفا فنية توثق غنى العمارة والزخرفة في تلك الحقبة.ويأتي هذا المعرض ضمن توجه استراتيجي يعتمده المتحف لتقديم محتوى ثقافي متنوع يعكس تعددية التراث العالمي.كما يدعو المتحف في شهر يوليو زواره إلى إعادة اكتشاف جمال الساحات وحدائق أكبر متحف في العالم من خلال برنامج متنوع يضم الكثير من الحفلات الموسيقية والعروض الفنية التي تقدم في أجواء استثنائية.ويتيح البرنامج الفرصة للجمهور لحضور فعاليات متعددة ومميزة حيث ستكون أكثر من نصف الفعاليات مجانية ومفتوحة أمام الجميع للاستمتاع بتجربة ثقافية فريدة.وفي اطار رؤية مستقبلية لتطوير المتحف قدم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال كلمة ألقاها اثناء زيارة للمتحف خطة طموحة أطلق عليها اسم (النهضة الجديدة لمتحف اللوفر) تهدف الى معالجة "التدهور المثير للقلق" الناتج عن الازدحام الكبير في اكثر المتاحف زيارة في العالم.وأوضح ماكرون ان الخطة تشمل إنشاء مدخل كبير جديد عند الواجهة الشرقية للمتحف لتخفيف الضغط عن الهرم الزجاجي مشيرا الى ان هذا المشروع سيتم تمويله بالكامل من خلال موارد المتحف الخاصة.وكشف ماكرون عن أن الخطة تتضمن كذلك انشاء مساحات جديدة تحت الساحة المركزية للمتحف وتنظيم مسابقة معمارية لاختيار التصميم المناسب مشددا على ان الهدف من عملية التحديث هو رفع القدرة الاستيعابية للمتحف لاستقبال نحو اثني عشر مليون زائر سنويا مقارنة بنحو تسعة ملايين زائر في عام 2024.وتبلغ التكلفة الاجمالية للخطة ما بين 700 مليون يورو و800 مليون (796 مليون دولار- 896 مليونا) سيتم تنفيذها على مدى عشر سنوات.واشار الرئيس الفرنسي الى ان مساهمة الدولة ستكون محدودة جدا وأن الخطة بشكل رئيسي تعتمد على التمويل الذاتي والشراكات الخاصة.وفي تصريح مماثل أكدت المديرة العامة لمتحف اللوفر لورانس دي كار ان المتحف يسعى الى جعل كل زيارة تجربة فريدة وشخصية مشيرة الى ان اللوفر لم يعد فقط مكانا لعرض القطع الفنية بل أصبح "مساحة تفاعلية تلهم الزوار على اختلاف اعمارهم وخلفياتهم".وأظهرت بيانات حديثة ان المتحف استقبل نحو 7ر8 مليون في عام 2024 محافظا على مستواه المرتفع من الزوار مقارنة بعام 2023 وذلك رغم التحديات اللوجستية المصاحبة لتنظيم الالعاب الاولمبية والبارالمبية التي استضافتها العاصمة باريس.كما تم ادراج حدائق (التويلري) التابعة للمتحف ضمن قائمة المواقع الثقافية الاكثر زيارة على مستوى العالم في مؤشر على استمرار جاذبية اللوفر كمحور رئيسي للثقافة والفنون.ووفق تقرير أصدره المتحف فإن 60 في المئة من الزوار في عام 2022 كانوا يزورون اللوفر لأول مرة فيما بلغت نسبة الزوار تحت سن 25 عاما نحو 45 في المئة ما يعكس نجاح استراتيجية المتحف في استقطاب الاجيال الجديدة من خلال تقديم عروض رقمية وتفاعلية حديثة.ويواصل متحف اللوفر ترسيخ مكانته ليس فقط كخزينة للتحف الفنية بل ايضا كمختبر حي للفن والحوار بين الحضارات مع قدرة متجددة على الجمع بين التراث والابتكار في قلب مدينة باريس.وأسس اللوفر في القرن الثاني عشر كقلعة قبل أن يتحول إلى متحف عام في نهاية القرن الثامن عشر ويشتهر بامتلاكه مجموعة غنية تشمل أعمالا فنية مثل لوحة (الموناليزا) وتمثال (فينوس دي ميلو) بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية من مختلف الحضارات والثقافات.ويعتبر المتحف نقطة جذب رئيسية للسياح والباحثين عن الفن والثقافة من جميع أنحاء العالم ويعكس مكانته التاريخية والثقافية العميقة.