في تجربة فريدة من نوعها وغنية بروح التراث والتقاليد العريقة برزت مجموعة من الاردنيات اللاتي تحدين الصعوبات وتجاوزن العراقيل ليتحولن الى نماذج مشرفة للمرأة الأردنية المكافحة من خلال مشاريع تمكين المرأة اقتصاديا وتعزيز الهوية الثقافية.وحولت النساء مهاراتهن ومعرفتهن بالتراث المحلي إلى مصدر دخل مستدام يساهم في إعالة أسرهن ولعب دور محوري في تنشيط الحركة السياحية في الأردن مما ساعد في تعزيز الصورة الإيجابية على المستوى السياحي.والتقت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مع مديرة مشروع (بيت الأصيلات للضيافة) في (جرش) نور بنات التي أكدت "أن المكان ليس مجرد مشروع اقتصادي استفادت منه عشرات النساء بل هو تجسيد لتراث الأصالة العربية بكل مكوناتها الشامية والخليجية حيث يستضيف البيت العديد من الزوار العرب والأجانب إضافة الى المجتمع المحلي".وذكرت أن المشروع بمنزلة ملاذ يحمل عبق التاريخ وحكايات الاجداد حيث تتداخل رائحة الزعتر الطازج وذكريات عصر زيت الزيتون ووجود استنساخ لأقدم معصرة زيتون رومانية ضمن اركان المشروع.وأشارت الى أن المشروع يقع على الإطلالة البانورامية على (بوابة هادريان) المدخل الرئيسي لمدينة (جرش) الاثرية ويجري العمل على تطويره وتحويله الى واجهة سياحية تليق بالمدينة التاريخية.ولفتت الى أن المشروع يضم صالات الطعام التراثي ويقدم المأكولات والحلويات الشعبية التي اعتاد المواطن الأردني وجودها على موائد الطعام في العيد.وأضافت ان المشروع يشتمل ايضا على مناحل لتصفية عسل النحل تشرف عليها العاملات لإنتاج العسل ومشروع اخر لتسويق السماق والزعتر البلدي.كما يضم المشروع قسما للمنتجات الريفية يضم مشغلا لتصنيع أدوات فخارية انيقة وجميلة وتحافظ على البيئة وصحة الانسان وقسم المطرزات الملبوسات الشعبية والحرف اليدوية.بدورها قالت سناء حناتلة ام خليل ل(كونا) والتي حولت بيتها المتواضع الى مطبخ يقدم المأكولات الشعبية واشتهرت بطبق الزلابيا الشعبي إضافة الى أقراص العيد واللزاقيات والخبيصة وأنواع متعددة من المعمول البلدي أن هذه الأصناف يحتاج إعدادها إلى مواد أولية محلية الصنع ومن منتجات محافظة (جرش) بشكل خاص.وأشارت الى أن المطابخ الإنتاجية تعمل على تقديم وجبات الطعام وباقي المواد الغذائية التي تحتاجها العائلات الأردنية من مربيات ومخللات وأعشاب طبية وغيرها.وأوضحت انها تمكنت بجهودها التغلب على المصاعب المادية التي واجهت الاسرة مطالبة الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني دعم السيدات الأردنيات صاحبات المشاريع الصغيرة حتى تتمكن الاسر من التغلب على الظروف المادية الصعبة.ومن جانبها قالت المشرفة على مشروع بيت (خيرات جرش) هيفاء بني مصطفى ام حازم في لقاء مع (كونا) إن المشروع يعيل اكثر من 20 سيدة ويتميز بانه يمكن الضيوف من المشاركة في تحضير أطباق محلية مثل (المقلوبة والمسخن باستخدام نبات السماق المزروع محليا والمنسف الاردني).وبينت أن المشروع يقصده الكثير من المصطافين والزوار من مختلف دول المنطقة وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي "يجتمعون فيه ويشاركوننا في اعداد الطعام في تجربة فريدة" كما أن الكثير منهم يشاركون في موسم قطاف الزيتون بفعالية.وأشارت الى أن المشرع يدار من قبل مجموعة من النساء الأردنيات جميعهن تبنين سياسة المسؤولية تجاه المحافظة على البيئة حيث لا يهدر أي طعام وتتم مشاركة جميع وجبات الطعام المتبقية مع الأشخاص الأقل حظا وحتى بقايا الطعام يتم تقديمها للحيوانات.ومن جانبه أكد رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في محافظة جرش زيد الزبون ل(كونا) أن النساء في الريف الأردني استطعن التفوق على أنفسهن والتغلب على ثقافة العيب مشيرا الى أن تجربة الاتحاد مع هذه المشاريع النسائية كانت ناجحة إلى حد كبير.وأضاف ان المؤسسات الحكومية الأردنية تحاول تشجيع هذه التجارب الناجحة ولكن هذا التشجيع يحتاج إلى المزيد من الدعم مؤكدا أنه على تواصل مستمر مع الجمعيات النسائية التي تتقدم بمبادرات تساهم في ترقية المجتمع.وأشار الى أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا العزيمة القوية لدى النساء والتعاون المثمر بين الجمعيات الأهلية والجهات المحلية داعيا الى توفير بيئة داعمة ومستدامة تتيح للمرأة الريفية توسيع نشاطها الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز دورها الريادي في التنمية الشاملة.