• رئيس التحرير: صلاح عبدالله العطار

  • En

أفضل المتصفحات (المشهورة والمغمورة) من حيث استهلاك الرام في 2025..

من أكثر الأشياء المُنفّرة في متصفحات الإنترنت استهلاكها للرام. فقد تكون مُندمجًا في مهمةٍ ما وتُفاجأ - دون أي مقدمات - أن كل ما أحرزته من تقدمٍ قد ضاع أو قد تُصدَم بتجمّد المتصفح وتُضطر للدخول إلى "مدير المهام Task Manager" لإغلاقه، وأيضًا سيذهب كلُ ما حققته هدرًا! منذ بضع سنوات، لم تكن المتصفحات تستهلك هذا القدر من الرام، أما اليوم، وبسبب الاعتماد على تقنيات متقدمة ومتعددة العمليات (multi-process architecture)، أصبح الوضع مختلفًا.

فحتى إذا كنت لا تفعل شيئًا على المتصفح، ستلاحظ أنه يأكل الرام! مما يضعنا أمام حلين لا ثالث لهما: إما زيادة سعة الرام أو الحل الأسهل هو استخدام متصفحات تراعي أجهزتنا المتواضعة ذات 8 جيجابايت رام فيما أقل. في هذا المقال سنستعرض شيئين؛ الأول: هو ترتيب المتصفحات الأشهر من حيث الأقل استهلاكًا للرام فالأعلى، والثاني: هو اقتراح بضعة متصفحات تناسب الأجهزة الضعيفة.


ترتيب المتصفحات الشهيرة من حيث استهلاك الرام قبل أن نبدأ، نود التنويه بأن استهلاك المتصفح للرام يعتمد على عدة عوامل منها عدد التبويبات المفتوحة، والإضافات المُثبتة، والمحتوى المعروض، وغيرهم من العوامل الأخرى. فإذا كنت تستخدم متصفحًا من القائمة الآتية، وهذا وارد، وكان يستهلك قدرًا كبيرًا من الرام، فهذا ليس لتطلّبه في المقام الأول، وإنما لطبيعة استخدامك غالبًا. لذا حاول إغلاق التبويبات غير المُستخدمة، وأزل الإضافات غير الضرورية، واستخدم إضافات وميزات لتوفير الذاكرة وإدارة التبويبات مثل "The Great Suspender".

1. Microsoft Edge كمتصفحٍ طورته شركة Microsoft نفسها، فإنه يُتوقَّع أن يستهلك أقل قدر من الرام؛ وصدق أو لا تصدق، هو كذلك بالفعل. على الرغم من أنه مبني على نواة كروميوم (نفس نواة جوجل كروم)، فإنه يستهلك ذاكرةً أقل بفضل تقنيات تحسين إدارة الذاكرة والتكامل الأفضل مع أنظمة التشغيل، خاصةً مع الويندوز كما أسلفنا الذكر.

على الماك، يستهلك Microsoft Edge أقل من 800 ميجابايت فقط عند فتح 10 تبويبات في الوقت نفسه، وعند مضاعفة هذا الرقم، لا يتجاوز الاستهلاك 1.2 جيجابايت رام! وهذه أرقامٌ مذهلة مقارنةً بأي متصفح تقريبًا.

من أبرز ميزات Microsoft Edge التي تسهم في تقليل استهلاك الذاكرة خاصية Sleeping Tabs. فرغم أنها ليست حصرية له، فإنه يستخدمها بكفاءة كبيرة. تسمح هذه الميزة للمتصفح بوضع علامات التبويب غير النشطة في وضع السكون تلقائيًا إذا لم تُستخدم خلال ساعة. ويمكنك تخصيص هذه المدة لتتراوح بين 30 ثانية و12 ساعة حسب رغبتك. كلما كانت المدة أقصر، قلّ استهلاك المتصفح للموارد، مما يجعله أكثر ملاءمة للأجهزة محدودة الأداء.

2. Opera على الرغم من تراجع شعبيته، التي تفجّرت في 2015 مثلًا، فإنه لا يزال الخيار المفضل لدى الكثير من مستخدمي الأجهزة المتواضعة. ويرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها أنه متصفح خفيف لا يُشكّل عبئًا على النظام.

فواحدة من أبرز نقاط قوة Opera، بعيدًا عن تصميمه الذي يعجبني للغاية، أنه لا يجورُ على موارد الجهاز، حيث يستهلك 900 ميجابايت رام تقريبًا عند فتح 10 تبويبات، وهذا رقم جيد جدًا، خاصةً وأنه لا يتضاعف بمضاعفة عدد التبويبات، حيث لا يكسر حاجز 1.5 جيجابايت عند فتح 20 تبويبًا. صحيحٌ، أنه قد لا يكون الأفضل من حيث سرعة الاستجابة (يظل سريعًا لا تقلق)، لكن الميزات المذكورة، بالإضافة إلى امتلاكه لأدوات مفيدة مثل مانع الإعلانات وVPN، تجعله جديرًا بالتواجد في هذه القائمة.

3. Brave أحد أحدث المتصفحات على الساحة (أُطلق في 2019)، وهو مبني على نواة كروميوم، ويتميز بتركيزه الكبير على الخصوصية. المتصفح يحظر الإعلانات وأدوات تتبع المستخدمين تلقائيًا، كما يتميز بسرعة استجابته وواجهته البسيطة والأنيقة التي أحبها أيضًا، لكن الأهم من كل ذلك الآن أنه يستهلك حوالي 920 ميجابايت رام فقط عند فتح 10 تبويبات، وهذا رقمٌ مناسب للغاية قياسًا على المميزات الأخرى التي يقدمها.

جدير بالذكر أن صفحة الإعدادات في متصفح Brave ثرية للغاية، ومن المميزات التي تُعجبني وأستفيد بها شخصيًا، هي ميزة Wayback Machine المُدمجة، التي تتيح عرض نسخة أرشيفية من صفحات الويب المحذوفة مما يمكنك من الاطلاع على المحتوى بغض النظر عن سبب اختفائه.