القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2026.. الرياض ترسم خريطة المستقبل الرقمي للعالم..
في زمنٍ يتسارع فيه الذكاء الاصطناعي ليتحول من تقنية ناشئة إلى محركٍ رئيسي للاقتصادات العالمية، تواصل المملكة العربية السعودية تثبيت موقعها في صدارة الدول الرائدة في هذا المجال، بإعلان تنظيم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الرابعة خلال المدة الممتدة من 15 إلى 17 سبتمبر 2026، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، تحت رعاية صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
وتمثل هذه القمة، التي تنظمها (سدايا)، محطة مفصلية في مسيرة التحول الرقمي العالمي، إذ تجمع تحت مظلتها قادة الحكومات، وصنّاع القرار، والرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات التقنية، والمبتكرين والباحثين في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم. وهي بذلك تتحول إلى منصة فكرية واقتصادية عالمية ترسم ملامح المستقبل الرقمي وتناقش توجهات التقنية والأخلاقية والاقتصادية.توقيت بالغ الأهمية.. العالم على أعتاب عصر جديد:
تأتي القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2026 في توقيت بالغ الحساسية، إذ يشهد العالم طفرة غير مسبوقة في قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومعها تتسارع الأسئلة الكبرى حول الخصوصية، والأمان، وأخلاقيات الاستخدام، وتأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والاقتصاد. وفي هذا السياق، تشكّل القمة منصة دولية حيوية للحوار حول كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة دون المساس بالقيم الإنسانية.ويؤكد معالي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، أن رعاية سمو ولي العهد تمثل امتدادًا للدعم المستمر الذي تحظى به سدايا، وهو دعم أسهم في تحقيق المملكة قفزات نوعية في المؤشرات العالمية الخاصة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، ودفعها نحو طموح الريادة العالمية في هذا المجال.من القمم السابقة إلى الريادة العالمية:تستكمل القمة مسيرة الإنجازات، التي حققتها النسخ السابقة في أعوام 2020، و 2022، و 2024، إذ تأتي النسخة الرابعة لتؤكد نضج التجربة السعودية وقدرتها على التحول من عرض التقنيات إلى قيادتها وصياغة سياساتها.فمن أهم مخرجات القمم السابقة، إطلاق المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) برعاية اليونسكو ومقره الرياض، وهو مركز يهدف إلى إرساء قواعد عالمية لأخلاقيات التقنية وضمان استفادة المجتمعات منها بصورة عادلة ومسؤولة.ويعكس هذا الإنجاز الدور المتنامي للمملكة في تشكيل الإطار الدولي لحوكمة الذكاء الاصطناعي، لا سيما مع تزايد الحاجة إلى اتفاقات دولية تضبط استخدام هذه التقنيات الحساسة.