• رئيس التحرير: صلاح عبدالله العطار

  • En

روسيا: استعادة الثقة مع الولايات المتحدة بشكل كامل ستتطلب وقتا وجهودا مستمرة..

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة أن استعادة الثقة مع الولايات المتحدة بشكل كامل ستتطلب وقتا وجهودا مستمرة مشيرا إلى أن المحادثات التي أجرتها موسكو مؤخرا مع فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عكست تفاهما أوليا حول أهمية استئناف الحوار السياسي بين البلدين رغم استمرار التباينات في عدد من القضايا.ونقل موقع (الكرملين) الالكتروني عن لافروف تأكيده خلال مؤتمر صحفي مع نظرائه من دول رابطة الدول المستقلة أن تبادل السجناء مع الولايات المتحدة ساهم في تعزيز أجواء الثقة إلا أن استعادتها بشكل كامل ستتطلب وقتا وجهودا مستمرة.وأضاف أن الاتصالات الأخيرة بين موسكو وواشنطن حملت إشارات مشجعة بشأن مستقبل الحوار الثنائي مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية بخلاف الموقف الأوروبي بدأت تظهر فهما أعمق للأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية. وفي سياق تناوله للحرب في أوكرانيا رأى لافروف أن الإدارة الأمريكية باتت أكثر إدراكا للطبيعة "المتشددة" التي تتسم بها القيادة الأوكرانية.وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين كشف لافروف أن موسكو اقترحت على واشنطن رفع العقوبات المفروضة على شركة (تيروفلوت) واستئناف الرحلات الجوية المباشرة غير أنها لم تتلق حتى الآن أي رد مؤكدا أن بلاده ستواصل جهودها لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي رغم العقبات.واستعرض لافروف الرؤية الروسية لتشكيل بنية أمنية شاملة في الفضاء الأوراسي تقوم على شراكات استراتيجية مع منظمات كبرى مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى جانب دول آسيا ومجلس التعاون الخليجي مؤكدا أن هذه المبادرات تركز على المصالح المشتركة وتسعى إلى تقليص الاعتماد على الأنظمة المالية الغربية مشيرا إلى أن نحو 80 بالمئة من التعاملات بين دول الرابطة تتم حاليا بالعملات الوطنية من خلال منصات دفع محصنة ضد ضغوط نظام سويفت. وانتقد لافروف الموقف الأوروبي قائلا إن الاتحاد الأوروبي فقد بوصلته وتحول من مشروع اقتصادي تكاملي إلى أداة سياسية لفرض العقوبات على روسيا كما اتهم الدول الغربية بمحاولة إضعاف العلاقات بين موسكو ودول آسيا الوسطى عبر ضغوط متزايدة وعقوبات لكنه أكد أن تلك المحاولات باءت بالفشل نظرا لتقاطع المصالح الاستراتيجية بين الأطراف. وفي حديثه عن العلاقات الدولية أشار لافروف إلى التوترات بين الولايات المتحدة والصين مؤكدا أن دعم واشنطن لتايوان وفرض تعريفات جمركية جديدة أدى إلى تأجيج الوضع رغم استمرار قنوات الاتصال بين البلدين وهو ما يتيح المجال أمام المساعي الدبلوماسية.وفي ختام تصريحاته شدد لافروف على متانة العلاقات بين روسيا وكازاخستان رغم تردد بعض الشركات والبنوك في توسيع التعاون خشية العقوبات الثانوية.كما أعرب عن تطلع موسكو إلى مشاركة قادة رابطة الدول المستقلة في العرض العسكري المقرر في التاسع من مايو المقبل احتفاء بالذكرى الثمانين للنصر على النازية مؤكدا أن هذا الحدث يمثل رسالة رمزية تعكس وحدة شعوب المنطقة في مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.