انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء النسخة الخامسة من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع مجموعة بلومبيرغ الإعلامية تحت شعار (الطريق إلى 2030: تحويل الاقتصاد العالمي ).وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن في كلمة أمام حفل الافتتاح الذي شهد حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إن المنتدى ينعقد وسط تحولات سياسية واقتصادية كبرى "ما يؤكد الحاجة الملحة لمنصات للحوار تجمع بين أصحاب القرار ورواد الأعمال والمبتكرين وقادة الفكر لرسم معالم الفرص الاستثمارية القادمة وصياغة موقف جماعي من التحديات التي تواجهنا وعلى رأسها الاستقرار الدولي والنمو المستدام".وأعرب عن تطلع قطر إلى اقتصاد متنوع ومزدهر قائم على المعرفة والابتكار ويحاكي الثورة التكنولوجية ويتميز بالمرونة والتكيف وأن تكون قطر منارة للتقدم التكنولوجي ومركزا عالميا للاستثمار والأعمال.وذكر الشيخ محمد أن جهاز قطر للاستثمار يواصل تنفيذ رؤيته عبر الشراكات الاستراتيجية بعيدة المدى حول العالم "إذ تواصلت هذا العام باستثمارات مهمة من الولايات المتحدة إلى أفريقيا وصولا إلى الصين".وعلى الصعيد المحلي أشار إلى مواصلة الاقتصاد القطري أداءه الإيجابي إذ سجل نموا حقيقيا بنسبة 4ر2 بالمئة في عام 2024 ليصل الناتج المحلي الإجمالي إلى 713 مليار ريال قطري (حوالي 194 مليار دولار).وأعلن عن إطلاق الحزمة الأولى من برنامج الحوافز لجميع المستثمرين التي تستهدف قطاعات استراتيجية تشمل التصنيع المتقدم والتكنولوجيا الحديثة والخدمات اللوجستية مبينا أن هذه الحزمة تمثل خطوة نوعية لتعزيز النمو في قطاعات تشكل ركيزة أساسية لمستقبل الاقتصاد الوطني.وأشار إلى إطلاق مشروع (سميسمة) السياحي الذي يعد أحد أكبر المشاريع الترفيهية في المنطقة والذي يشكل رافعا رئيسية للقطاعين العقاري والسياحي ومحركا فعالا للتنمية المتكاملة.أما في مجال الابتكار والتحول الرقمي قال إن دولة قطر رسخت مكانتها كمركز تكنولوجي ناشئ حيث استضافت في فبراير 2025 النسخة الثانية من قمة (الويب) بمشاركة أكثر من 25 ألف شخص من 124 دولة اذ نجحت القمة في خلق تواصل استثنائي بين مراكز التكنولوجيا الصاعدة في آسيا وأفريقيا من جهة وكبرى الشركات العالمية والصناديق السيادية من جهة أخرى.ولفت إلى فوز قطر باستضافة المؤتمر العالمي للجوال (أم.دبليو.سي) لمدة خمس سنوات على أن تعقد النسخة الأولى في نوفمبر المقبل في خطوة تضع قطر بقوة على خارطة الاقتصاد العالمي الرقمي.وعلى صعيد التطورات في المنطقة قال الشيخ محمد إن "الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة ما تزال مستمرة" لافتا إلى أنه وعلى الرغم من جهود بلاده مع الشركاء في مصر والولايات المتحدة لوضع حد لهذه الحرب المأساوية "إلا أننا وللأسف نشهد مرارا كيف تجهض فرص التهدئة".وأكد الالتزام بمواصلة المساعي الدبلوماسية مع الشركاء حتى تتوقف هذه الحرب ويتم الإفراج عن كافة الرهائن والمحتجزين وأن ترفع المعاناة عن الأهالي في غزة وإخراج المنطقة من دائرة الخطر الداهم المستمر.وفيما يتعلق بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا قال الشيخ محمد إنها خطوة تأتي في "الاتجاه الصحيح" متطلعا إلى أن تتبعها خطوات مماثلة وأن تعطى الفرصة الحقيقية والكاملة للشعوب التي تخرج من الصراعات لبناء مستقبل أفضل.ويعقد المنتدى خلال الفترة على أمد ثلاثة أيام ويجمع عددا من الوزراء ونخبة من القادة العالميين والرؤساء التنفيذيين المؤثرين لمناقشة القضايا المحورية التي تعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي.